الاثنين، 25 أغسطس 2014

أفصح عن ما بداخلك



لماذا يجب علىَّ أن أفصح عن كل ذلك؟
دعني أذكر لك أربعة أسباب جيدة:
 1 لا يمكنك أن تثق في نفسك حقًا بشأن رؤية الحقيقة
ربما تقول: "لقد تعلمت حقًا الكثير عن آليات عمل ذهني, ولذا سأنطلق من حيث أنا". دعني فقط أذكرك بأنك طالما كنت تعانى من السخط والاستياء أو أية مشكلة أخرى لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات, ولم تعرف أنك تعانى من مشكلة, فمن الواضح أنك لست خبيرًا بالحقيقة!
أتتذكر الخطوة الثانية حين بينت فيزياء الكم أن لكل إنسان منظوره للحقيقة؟ إن الأمر بمثابة شهود عيان لحادث وقع بالشارع. فكل شخص سيروى للشرطة قصة مختلفة, اعتمادًا على تقديرهم العاطفي للموقف. حسنًا, يمكن القول إن الاستغراق العاطفي في مخاوفك وشعورك بالاستياء يكون لديك رأى مشوه بشأن الحقيقة ولذا من الأفضل أن تتبنى وجهة نظر محايدة.
إنك بحاجة إلى رأى ثان خاصة حين يتعلق الأمر بالاستياء. لقد خدعت نفسك بشأن معرفة الصواب. وحتى إن كنت صادقًا بقدر الإمكان, فما مقدار صدقك عند هذه المرحلة؟ وعليك أن تستشير شخصًا لا يرتبط بالموقف من الناحية العاطفية.
2 ستضيع على نفسك فرص الاستمتاع بحياة أفضل
إليك مثالاً حيًّا على ذلك. كنت أساعد سيدة لم تكن تعمل لمدة 12 شهرًا لسبب أو آخر. زكان لديها ابن يبلغ من العمر 10 سنوات. وفي قائمة مخاوفها, دونت "دورة تدريبية لتعليم الكمبيوتر", فهي تريد بدء هذه الدورة إلا أنها تخشي القيام بهذه الخطوة لأنها تقول إنها في غاية الغباء بشأن تعلم مهارات الكمبيوتر.
ومن خلال مناقشة الغرائز, أدركت أيًّا منها يقع تحت وطأة التهديد. وعندما أقبلت على العمود الرابع, تمكنت من تقبل عيبها الوحيد ألا وهو "الخوف", ولم تتمكن من رؤية أي عيب آخر خلال تحليل الذات. وبعد الخوض في كثير من المناقشات و المجادلات, تقبلت حقيقة أنها "لا تحب استخدام الكمبيوتر ولا ترغب في حضور الدورة التدريبية وتحب البقاء بالمنزل".
وبإمعان النظر عن قرب أكثر, استطعت أن أساعدها على أن ترى أنها تتصف بالأنانية وعدم مراعاة شعور الآخرين, كما أنها لا تأخذ تطوير ذاتها على محمل الجد بالقدر الكافي. لماذا؟ لآن مثل تلك المهارات تتيح لها فرص عمل متطورة وتساعدها وتساعد ابنها في الاستماع بحياة أفضل, وقد وافقتني على ذلك بالفعل.
 وعلى هذا الأساس, أدركت أن مخاوفها مجرد أوهام, وبالطبع اشتركت في الدورة التدريبية. ما الذي قد يعوقك عن الشعور بالرضا والإشباع؟ ستعرف الإجابة عن هذا السؤال من خلال الانتهاء من هذه الخطوة.
3 ستوفر عليك هذه الخطوة الشعور بالحزن والهم في المستقبل
فقط بعد القيام بهذه العملية التحررية بدأت أدرك وأستوعب تمامًا من أكون وما أحب وما أجيده ومن أخشاه ومن أحتاج إلى تجنبه ومن أحتاج إلى الاقتراب منه ومصادر غيرتي وغضبى وقلقي وأحلامي المحطمة وأعرف أنني مسئولة عن ذلك. لقد كففت عن الاستغراق في الإشفاق على الذات أو الخوف أو الشعور بالذنب. ومع توافر هذه المعرفة الجديدة, لم يكن بوسعي إلا التغير وتقبل الحياة بمفهومها.و أصبحت هذه الأعمدة جزءًا متكاملاً من حياتي: لقد تعلمت أنني لا يمكنني القيام بأي حيال الآخرين(ما هو مذكور بالعمودين2,1).

ولا يمكنني القيام بالكثير حيال نفسي (العمود3), فيما عدا اتخاذ قرار تفويض غرائزي إلى قوى أعلى- ومنذ ذلك الحين وأنا أفوض أموري للقوى الأعلى. الشيء الوحيد الذي لي يد فيه هو العمود الرابع, إن تلك الأشياء هي التي يمكنني العمل عليها! وحين أقوم بذلك, تتحول شخصيتي. وإن هذا التحول هو ما يقودك إلى حياة أكثر إشباعًا.
4 ستجعلك تشعر بالحرية
وبمجرد أن تأخذ هذه الخطوة ستعرف حقًا معنى الحرية الشخصية وكيف تتخلص من عبودية الماضي. أتذكر الارتباك والخوف من الإقدام على هذه الخطوة مع مرشدتي الصارمة التي تدعى "جويس" من مانشستر. وبعد أن انتهت من مساعدتي خلال هذه الخطوة, توقفت عن الندم على الماضي وبدأت رؤية دوري فقط فيه. أتذكر الأمر وكأنه حدث أمس. ذات مرة خلال إحدى جلسات "رثاء الذات" الطويلة بشأن مشاعر الاستياء, والتي كانت تدور حول إعادة صديق هجرني لرسالة أرسلتها إليه, نظرت إلىًّ بضجر وقالت: "ديردرى, هذا حدث من سبع سنوات, عليك أن تخرجي هذه الحماقات من ذهنك لتتحركي إلى الأمام", وفقط من خلال الاستعانة بهذه التوجيهات وقائمة الجرد, استطعت أن أبعث إخطارًا بالطرد للشخص الذي كان يعيش بذهني لعدة سنوات دون مقابل. لقد ذهب استياء سبع سنوات فقط في خمس ثوان.












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق