تأمَّــــل
لا، لا، لا، لا تتخط هذا
المقال. أعرف ما تقوله، انك جربت التأمل، ولا يمكنك عمله بشكل صحيح، والأشخاص
الذين يفعلونه هم أشخاص غريبو الأطوار. ولكن الحقيقة هي أنك لا يمكن أن تمارس
التأمل بشكل خاطئ كما أنه يمكن أن يستغرق أي مدة تريدها أنت. على الرغم من أنه
صحيح أن كثيراً من الأشخاص الذين يتأملون هم أشخاص غريبو الأطوار.
التأمل هو واحد من أقدم
أشكال الاسترخاء، وهو يشبه أخذ غفوة بدون الذهاب إلي النوم. وفي الحقيقة، يمكن أن
يكون التأمل أكثر استرخاء بكثير من النوم؛ وذلك لأن عقلك يكون مشغولاً أثناء نومك
بكل أنواع الأحلام. وعن
طريق تفريغ عقلك، فأنت تعطي نفسك قدراً من الراحة؛ فالتأمل يسمح لك بالدخول في
حالة من الاسترخاء العميق تشفي جسدك بأكمله، بما فيه عقلك. فعندما يكون سطح
البحيرة ساكناً يمكنك أن ترى ما بالأعماق بوضوح، ولكن هذا مستحيل عندما يكون السطح
يعج بالأمواج. وبنفس الطريقة عندما يكون العقل ساكناً دون أفكار أو رغبات فنحن
نشعر بالسلام والصفاء.
والشيء المهم الذي يجب
عليك تذكره عند بدئك للتأمل هو ألا تقسو علي نفسك إذا وجدت أن عقلك يسرح. فهذه
ليست مشكلة؛ وليست أمراً ضخماً. فقط أعد انتباهك إلي التأمل عندما تلاحظ أن ذهنك
قد شرد في شيء آخر.
والتأمل ليس شيئاً غير
مألوف كما تظن. ففي الحقيقة يعيش كثير من الناس حالة من التأمل مرات عديدة خلال
اليوم العادي ولكن دون أن يعرفوا ذلك. والمفتاح هو أن تستخدم التأمل بوعي
"كفترة قصيرة من الراحة".
اقرأ التأمل التالي وسجله
علي شريط تسجيل. إن أحد الأشياء التي نعرفها هو أن أكثر صوت نثق به هو صوتنا.
تحدث ببطء وبنبرة هادئة،
واسمح لنفسك بمزيد من البطء في الجزء الأوسط من التأمل. كذلك توقف لبضع ثوانٍ عند
كل ثلاث نقاط (...) في النص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق